الصندوق الأسود يكشف.. الطائرة المنكوبة أقلعت من مطار سمارا الروسي إلى شرم الشيخ مباشرة

 

رئيس لجنة التحقيق: لم نتلق حتى الآن ما يفيد وجود تدخل غير مشروع أو عمل إرهابي تسبب في الحادث

الانتهاء من التقرير الأولي وإرساله لممثلي الدول المشاركة بالتحقيقات ومنظمة الإيكاو


كتب- أكرم مدحت - صحفي بموقع ترافل يالا نيوز

صرح الطيار أيمن المقدم رئيس لجنة التحقيق بحادث طائرة شركة متروجيت الروسية بأن اللجنة انتهت مساء أمس الأحد من إعداد التقرير الأولي لحادث الطائرة، وتم وإرساله إلى الممثلين المعتمدين للدول التي لها الحق في الاشتراك بالتحقيق، وكذلك منظمة الطيران المدني الدولي "إيكاو".

وأضاف المقدم أن هذا التقرير يتضمن 19 بنداً ثابتاً متعارف عليها في تحقيقات الحوادث، يتضمن المعلومات الأولية المتاحة أمام لجنة التحقيق حتى تاريخ صدوره، والذي يحتوي على معلومات يتم تدقيقها بشكل أكثر تفصيلاً من خلال مراحل التحقيق القادمة.

وأكد المقدم أن أجهزة مسجلات الطيران FDR"الصندوق الأسود الخاص بالمعلومات والبيانات" أظهرت أن خط سير رحلات الطائرة قبل وقوع الحادث بخمسة أيام كانت بين مطارات روسية ومطارات مصرية فقط، وأن الرحلة التي سبقت الحادث أقلعت من مطار "سمارا" الروسي إلى شرم الشيخ.

وقال المقدم إن لجنة التحقيق الفني لم تتلق حتى تاريخه ما يفيد وجود تدخل غير مشروع أو عمل إرهابي، وعليه فإن اللجنة مستمرة في عملها بشأن التحقيق الفني.

وأضاف المقدم أن أعضاء فريق عمل الطب الشرعي بلجنة التحقيق تلقت التقارير الخاصة بالكشف على الجثامين من الأطباء الشرعيين، واللجنة في انتظار تقارير مضاهاة الجثامين من الجانب الروسي لتحديد حالة الضحايا بعد معرفة تحاليل البصمة الوراثية DNAلذويهم.

وذكر التقرير المبدأي أن البحث عن أجزاء الحطام امتد إلى أكثر من 16 كيلو متر من موقع الحطام الرئيسي، وتم الاستعانة بالخبراء المصريين من كلية الهندسة جامعة القاهرة، في تصوير حطام الطائرة بكاميرا حديثة ثلاثية الأبعاد للاستعانة بها في الاحتفاظ بشكل الحطام وهيئته، والمواقع النسبية له في موقع سقوطه، واستغرق ذلك 30 ساعة عمل.

كما زار فريق المتخصصين من مركز بحوث وتطوير الفلزات موقع الحطام للمعاينة الظاهرية تمهيداً للمرحلة الثانية من تحليل الحطام بعد نقله للقاهرة، وأعطت اللجنة كامل الفرصة لجميع المعنيين بما فيهم شركة التأمين وفرق العمل الروسية المتخصصة في معاينة الحطام بموقعه وهو ماتنص عليه التشريعات الدولية قبل نقله من الموقع لاستكمال مراحل التحقيق.

وقام فريق أنظمة الطائرة على مدار 30 ساعة عمل بتفكيك عدد 38 جهاز كمبيوتر خاص بالطائرة، بالإضافة إلى عدد 2 جهاز كمبيوتر خاصين بمحركي الطائرة من الحطام بموقع الحادث، وتم نقلهم إلى القاهرة لإخضاعهم للفحص الدقيق بمعرفة فرق العمل المتخصصة.

وتم فحص البيانات الخاصة بالطيارين من قبل مجموعة عمل العمليات بلجنة التحقيق مع الجانب الروسي، والخاصة بإجازات الطيران ولياقتهم الطبية، ويجرى حاليا فحص السجلات التفصيلية للعمليات التدريبية التي قام بها الطيارون، وذلك بعد ترجمتها من اللغة الروسية.

الفحص الفني لحطام الطائرة مازال مستمرا

وجاري الآن دراسة الحالة الفنية والإصلاحات التفصيلية التي تمت على الطائرة وهيكلها وأنظمتها ومحركاتها من تاريخ إنتاجها وحتى وقوع الحادث، وذلك من خلال الوثائق والسجلات الفنية الخاصة بالطائرة والتي وردت من الجانب الروسي، ويتطلب الكثير من الوقت، حيث أن الطائرة تم إنتاجها في شهر مايو عام 1997.

وتابع المقدم: "إن فريق عمل الحطام قام على مدار 250 ساعة عمل بتصوير وتحديد المواقع وفرز وتصنيف وفهرسة أجزاء الحطام المتناثرة بموقع الحادث، ورسم خريطة للحطام لاستنتاج المؤثرات المختلفة على كل جزء من أجزاء الطائرة، مع ربط ذلك بالتاريخ الفني وذلك للاستفادة منها في مراحل التحليل التالية، ومازال العمل جاري في هذا الشأن".

وأضاف المقدم أن جميع ممثلي الدول المشاركين في التحقيق حصلوا على جميع الحقوق التي حددتها لهم التشريعات الدولية، ولا يزال التعاون والتواصل معهم مستمرا لتبادل المعلومات بشأن الحادث.

وأشار المقدم إلى أنه تم تنظيم 15 رحلة جوية إلى موقع حطام الطائرة بالطائرات المروحية "الهليوكبتر" التابعة للقوات الجوية، وجاري التنسيق مع القوات المسلحة المصرية للاستعانة بإمكاناتهم في نقل الحطام بعد انتهاء جميع المعاينات المطلوبة،  وتجميعه فى مكان مؤمن بالقاهرة يتيح للجنة البدء في مراحل جديدة من التحقيق.

الجدير بالذكر أن حادث الطائرة الروسية وقع في صباح 31 أكتوبر الماضي، بعد إقلاع الرحلة من مطار شرم الشيخ الدولي بنحو 23 دقيقة حتى سقطت في وسط سيناء بمنطقة الحسنة، وراح ضحيتها 224 شخصا، منهم 214 سائح روسي، و3 من أوكرانيا، و7 أفراد طاقم الطائرة.